القطريون يحصدون 80% من مسابقة الشيخ جاسم

من طرف (( المشرف العام)) السبت يونيو 12, 2010 2:00 pm

87 % من جوائز النساء للقطريات و71 % للرجال
كتب - عمرو توفيق :
احتفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بحفظة كتاب الله تعالى من الفائزين في مسابقة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني السابعة عشرة للقرآن الكريم، وذلك في حفل حضره مسؤولو الوزارة والفائزون وعدد كبير من أولياء الأمور. وكرم سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية د. غيث بن مبارك الكوارى الفائزين بالمسابقة والذين بلغ عددهم 669 فائزًا في فئات حفظ القرآن الكريم المختلفة ابتداء من جزء واحد إلى حفظ القرآن الكريم كاملاً، كما تم تكريم المتقنين وأصحاب الصوت الحسن، وذلك لأول مرة في تاريخ المسابقة، كذلك تم تكريم ممثلي الجهات المشاركة في دعم المسابقة هذا العام. تسلم درع التكريم الدكتور ناصر العمر رئيس الهيئة العالمة لتدبر القرآن الكريم.
وأكد سعادة وزير الأوقاف خلال كلمة الحفل أن العمل على إعادة الأمة الى مائدة القرآن من أعظم وأشرف الأعمال وأكبرها أثرا في حياة الأمة وبناء خلقها وحماية هويتها وحفظ لغتها واستعادة خيراتها، لافتا إلى أن تعليم القرآن لا يقتصر على كمية الحفظ والاستظهار بعيدا عن التدبر والاعتبار الذي يمنح أهلية النظر والتدبير لشؤون الحياة في ضوء هدايته.
وتقدم بالشكر والتقدير إلى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى على استمرار دعم سموه ورعايته التي لا حدود لها لكل الجهود التي تتعهد القرآن حفظا ومدارسة وطباعة وتعلما وتعليما، كما عبر عن شكره الكبير لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد لمساندته أعمال الخير كلها.
وأشار إلى أن الأمة اليوم أشد حاجة من أي وقت مضى للعودة إلى القرآن والعمل به وتدبره واستعادة دورها في تبليغه إلى الناس على بصيرة بعيدا عن الغلو والتطرف والانتحال الباطل. وشدد على استمرار الوزارة في هذا العمل العظيم المتمثل في تيسير حفظ القرآن الكريم وتأسيس المراكز المتخصصة والميسرة لكل راغب على مستوى الدولة والاستمرار في إقامة هذه المسابقة الكبرى للتشجيع والتنافس على حفظه والاستباق في الخيرات، مؤكدا أن هذه المسابقة تشكل حافزا مهما للإقبال على مائدة القرآن.
وأوضح أن للاحتفال هذا العام طعما خاصا كونه يأتي بعد إنجاز مصحف قطر وتوزيعه، منوها إلى فضل القرآن ودوره في نقل الأمة من التخلف إلى التحضر ومن الأمية إلى العلم والتعليم فضلا عن دوره في علاج الأمراض النفسية والاجتماعية والخلقية والأزمات الحضارية.
ونبه إلى أهمية أن تؤتي مراكز تحفيظ القرآن ثمارها وأن تطور وسائلها وترتقي بأساليبها لتحقق مسابقة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني أهدافها وتشكل إحدى الوسائل والأبواب المفتوحة للعودة إلى مائدة القرآن.
وحث الفائزين والفائزات في المسابقة أن يتعهدوا القرآن بالتلاوة والحفظ والتدبر وأن يجددوا العهد ليكون خلقهم القرآن، معربا عن شكره لكل من ساهم في التنظيم والاشراف على المسابقة.
من ناحيته، أكد السيد ناصر السليطي نائب رئيس مسابقة الشيخ جاسم للقرآن الكريم أن المسابقة هذا العام خرجت في صورة رائعة، وذلك بسبب روح التنافس العالية التي كانت بين المتسابقين الذين بلغ عددهم هذا العام 1740 متسابقا، مشيرا إلى أن عدد المواطنين من الجنسين بلغ أكثر من 70 % من إجمالي المتسابقين، وكانت نسبة النساء نصف المتسابقين تقريبا، ونسبة 90% منهم قطريات.
وأوضح أن المواطنين حازوا على 80.9 % من الجوائز التي بلغت حوالي المليونين والثلثين ريال قطري، وحصلت الإناث القطريات على 87% من جوائز النساء، كما حصل الذكور القطريون حوالي 71% من إجمالى جوائز الرجال.
وذكر أن عدد الناجحين في المرحلة الأولى بلغ حسب الروايات 37 حافظا، وبلغت نسبة الفائزات من النساء القطريات حوالى 71% من مجموع النساء الناجحات. وأضاف: في هذه المسابقة فقد انضم إلى كوكبة الفائزين طفل حافظ عمره 9 سنوات، في مزاحمة رائعة من الصغار للكبار عن جدارة واستحقاق، كما تأهل ولأول مرة 4 من المواطنين الصغار للمرحلة النهائية من حفظ القرآن كاملا.
وقال: إن هذه النتائج الباهرة ما كانت بهذه الروعة لولا فضل الله عز وجل ثم جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتيسير حفظ كتاب الله وتدبره، من خلال طباعة مصحف قطر وتوزيعه، ومن خلال مراكز ودور تحفيظ القرآن الكريم التي تديرها إدارة الدعوة والإرشاد الديني، والتي بلغت في مجموعها حوالي 120 مركزا ودارا، وتضم حوالي 11 ألف طالب وطالبة، يضاف إلى ذلك 20 دارا أهلية تشرف عليها إدارة الدعوة، وهذا هو المنبع الذي يصب في مسابقة الشيخ جاسم، وفى المسابقات الدولية والإقليمية التي تشارك فيها الوزارة بمعظم المتسابقين ذكورا وإناثا.
وأشار إلى هذه الانجازات الرائعة والحصاد الوفير راجع للدعم والتحفيز المادي والتشجيع المعنوي الذي تحظى به المسابقة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين. كما وجه الشكر لشيخ الجامع الأزهر وعلمائه المخلصين الذين قاموا بالتحكيم، وكذلك الشكر موصول للجهات المتعاونة وأعضاء اللجنة المنظمة ولكل من ساهم في اعداد وتنفيذ المسابقة.
وأكد أن ما بذل من جهود مخلصة وتنظيم متقن وأداء رائع يستحق منا تقديم كل الشكر والتقدير لكل من ساهم أو شارك أو نظم أو اشرف أو حكم أو تنافس في المسابقة، مع دعائنا لهم بخير الجزاء وحسن المقام.
وفي كلمة العلماء التي ألقاها الدكتور ناصر العمر رئيس الهيئة العالمية لتدبر القرآن، أكد على انه من البشرى السارة للمسلمين هو زيادة عدد حفظة القرآن من عام لآخر داعيا إلى التفاؤل حول مستقبل الامة الاسلامية وذلك من كثرة اعداد الحافظين للقرآن مشيرا إلى ان حفظ القرآن هو احد مظاهر سعادة المسلم في الدنيا والاخرة.
وقال إن هذا الاحتفال بالقرآن الكريم يدعو إلى التفاؤل، مضيفًا: فرغم الهجمات المتواصلة والمتصاعدة ضد كتاب الله تعالى وضد الإسلام والمسلمين في كل مكان، نجد مزيدًا من الإقبال على القرآن الكريم وحفظه وتعمله وتدبره. ولفت إلى أن كثرة حفظة القرآن الكريم هو من مظاهر حفظ الله تعالى لكتابه العزيز والذي وعد بأن يحفظه من التحريف الذي أصاب الكتب السابقة.
وشدد العمر على أهمية تدبر القرآن وعدم الاقتصار على حفظه وترديده فقط، كونه منهج حياة المسلم وهو النور الذي يضيء له طريقه، موضحا أن تدبر القرآن هو أمر إلهي مذكور في أكثر من موضع في القرآن الكريم.
وأكد أن التدبر مطلوب من جميع المسلمين دون استثناء، لافتًا إلى أن التدبر غير التفسير والذي هو مطلوب من العلماء فقط، لكن التدبر بمعنى التأمل واستخراج الحكم والعظات والدروس المستفادة، أمر متاح لجميع المسلمين.